الجذابه والأمير الحلقة السادسة

سيدات الامارات
الجذابه والأمير الحلقة السادسة

عاد المعلم “سينكا” لـ”أوكتافيا” ليجد “نيرون” واقفًا أمامها وهو يفكر.

قال “سينكا” دون أية مقدمات: “يبدو أنكِ طرحت  السؤال على “نيرون” يا ”أوكتافيا”…..من الواضح من علامات التعب على وجهه أنه بذل جهدًا كبيرًا في محاولة تشغيل عقله …..هل أخبرتِه أيضًا أن  الفائز يعاقب الخاسر…..؟!!”.

لم يلق “نيرون” بالًا لتهكم معلمه “سينكا” عليه؛ فقد اعتاد ذلك منه …، وأيضًا لم يسمع ما قاله جيدًا…..؛ لأنه وجد الإجابة، وكان متعجلًا ليقولها.

ابتسم  ”نيرون” ابتسامة المنتصر، وقال: “وقد بدأ في العمل بكفاءة يا معلمي، ووجد الإجابة أيضًا …. الإجابة هي “الجفن” بالتأكيد…..إذا أغمضنا أعيننا أظلمت الدنيا، وإذا فتحناها أضاءت كلها”.

المعلم “سينكا”: “وهل لديك إجابة أخرى يا ”أوكتافيا”…؟؟!”

“أوكتافيا”: “نعم يا معلمي،….في كتاب “زيسي” كما ذكرتَ في درس اليوم أن تحقيق التوازن المثالي بين قوانين السماء والأرض يحقق السلام…، والملك إذا حكم بالعدل حقق إرادة السماء، وأمنيات أهل الأرض ……؛ فلذلك يجب أن يكون الجواب “حكم الملك”؛ لأنه إذا حكم بالخير والفضيلة  ستضاء حياة رعاياه بالسعادة والراحة، وإذا فعل العكس ستظلم حياتهم بالألم والتعاسة …..؛ لذلك يجب أن يكون الجواب هو “حكم الملك…”.

قال “سينكا”: “جواب “أوكتافيا” هو الصحيح …، وهو محقق للشرط أن يكون من الكتب والدروس … يمكن للفائز الآن أن يوقع  العقوبة على الخاسر”.

عجب “نيرون” من جواب “أوكتافيا”، وحدث نفسه قائلًا: “يا للعجب…لقد تبين آخر الأمر أن “أوكتافيا” ذكية فعلًا  …..!!”.

لم يفهم “نيرون” ماذا يقصد معلمه بقوله “الفائز يعاقب الخاسر” حتى تفاجأ بصفعة قوية على وجهه، كانت الصفعه من “أوكتافيا”…………..

انتفض “نيرون” غاضبًا وهمّ أن يردها لـ”أوكتافيا” لاشعوريًّا، فوقف “سينكا” في وجهه وهو يقول بحدة:

“لاتكن خاسرًا دنيئًا يا ”نيرون”…..لقد أخبرتك بالشرط أن الفائز يعاقب الخاسر ….، ولم تعترض على ذلك”.

“أوكتافيا” – ولأول مرة – بلهجة فيها تحدٍّ: “كنت ستصفعني وأنت مبتهج، وتعدها لعبة مسلية كعادتك لو كنت أنت صاحب الإجابة الصحيحة يا ”نيرون”…… لكن.. لا تغضب… سأمنحك فرصة أخرى لتؤذي وتتنمر وتسعد وتبتهج…….. ما رأيك أن تحضر درس المعلم “سينكا” الخاص لي غدًا صباحًا ؟!!!…. إن وقته قصير جدًّا ….. وإجابة السؤال دائمًا تكون من داخل الدرس …… تعال واحضر الدرس …….، طبعًا إن لم تكن واثقًا من قدرتك على مجاراتي لا تأتِ حتى لا تنال صفعة أخرى ….”.

كان المعلم “سينكا” يراقب الموقف بدهشة تمكن من إخفائها…..؛ فقد تفاجأ كثيرًا بما كان من “أوكتافيا”….

لربما أراد أن يعطيها فرصة لتثأر من معاملة “نيرون” السيئة لها …..، ولكن لم يتوقع أن تصل بالأمر إلى هذا الحد !!

ولم يتفاجأ بقبول “نيرون” تحدي “أوكتافيا” الذي كانت عيناه يتطاير منهما الشرر من الغيظ  …..

فـ”نيرون” فتى مدلل اعتاد أن يفعل ما يحلو له، ولا يعاقب، وأن يهين ولا يهان …..، فكان حتمًا أنه سيقبل التحدي، وسيأتي.

توالى حضور “نيرون” للدرس، وتوالت أيضًا صفعات “أوكتافيا” له؛ فقد أظهرت سرعة بديهة وذكاءً يفوقه بكثير …..، وكان غيظه منها الذي يزيد في كل مرة يجعله لا يتوقف عن الحضور، وهو غير مصدق أنه عاجز عن مجاراة ذكاء ”أوكتافيا” التي اعتاد أن يسخر منها كما يحلو له ……، وكان الأمر لا يخلو من أن يتعلم شيئًا مفيدًا في شؤون الحكم والناس، ولو كان بسيطًا..

وتوالى أيضًا ذهابه للهو والسهر عند صديقته “بوبيا سيبينا” …، ولكن مع تغير طفيف ….، ولكن كان كافيًا ليسبب القلق لـ”بوبيا” ….

 

يتبع

الكاتبه ظلال عبدالله الجابرى

Mega Сайт Площадка