تحلم الفتاة دائما بفارس أحلام يحملها على صهوة جواده ويأخذها بعيدا حيث عش الزوجية وكل ما يكتنفه من دفئ ومحبة ووئام. وعندما يحدث كل ذلك، تشعر حواء بأنها امتلكت الدنيا وما فيها وأنها قد عاشت بحق لحظات سعيدة من الصعب جدا أن تتكرر لديها، لتستمر على اعتقادها ذاك إلى غاية سماعها بخبر حملها الأول؛ خبر تنقلب على إثره كل الموازين ليصبح هو الأجمل على الإطلاق. وعلى قدر كل تلك النشوة التي تشعر بها المرأة الحامل، فإنها تظل في خوف مستمر على سلامة جنينها ومن احتمالات إصابته ببعض التشوهات الخلقية المرتبطة بالقلب، أو الكلى، أو المخ، أو حتى أيضا على مستوى الجينات والخلايا، على غرار متلازمة داون وغيرها. طبعا أنت تعلمين سيدتي مدى التقدم التكنولوجي الكبير الذي وصلت إليه الأجهزة الطبية اليوم، ومدى قدرتها أيضا على اكتشاف هذه التشوهات في وقت مبكر، ولكن كل ذلك قد يكون غير كاف لإنقاض حياة الجنين دائما، ومن أجل ذلك جئنا لك في هذا المقال بمجموعة هامة من النصائح المفيدة التي ستجنبك التعرض لهكذا مشكل، والتي ندعوك في الوقت ذاته إلى اكتشافها ومحاولة تطبيقها بشكل جيد من أجل ولادة طبيعية وصحية.
5 نصائح ذهبية لتجنب تشوهات الولادة
1- النصيحة الأولى : قومي بمراجعة الطبيب قبل الزواج
لطالما ينصح الأخصائيون والأطباء بضرورة عمل الفحوصات والتحاليل اللازمة قبل الزواج، وذلك من أجل التثبت من سلامة المرأة من كل العيوب ومشاكل الهرمونات التي قد تتسبب في حدوث تشوهات لدى الجنين فيما بعد. احرصي أيضا على مراجعة الملف الصحي لكل من عائلتك وعائلة زوجك حتى تجنبي نفسك تأثيرات الأمراض الوراثية، كما ندعوك أيضا إلى تفادي زواج الأقارب لأن ثماره مهددة أكثر من غيرها بالإصابة بالتشوهات الخلقية والعديد من الأمراض الأخرى الكثيرة.
2- النصيحة الثانية : احرصي دائما على اتباع نضام غذائي متوازن
من المهم جيدا أن تواضبي على اتباع سلوكات غذائية صحية ومتوازنة، سواء كان ذلك قبل فترة الحمل أو خلالها وبعدها أيضا؛ فمن المعروف أن الأطعمة المفيدة، كالفواكه والخضر مثلا، لها دور كبير في الترفيع من مستويات الخصوبة لدى المرأة، على عكس الأغذية الضارة، كالدهنيات والمواد الحافظة، والتي تشكل خطرا كبيرا على القدرة على إنتاج النسل. لا تنسي أيضا أن الوزن الزائد كثيرا ما يكون سببا في تعرض الحامل إلى العديد من المشاكل، فاحرصي إذا على تفادي الأكل المفرط، وواظبي في المقابل على تناول كميات هامة من المياه التي يحتاج إليها جسمك خلال هذه المرحلة.
3- النصيحة الثالثة : توقفي نهائيا عن التدخين إذا كنت تفعلين ذلك
لعلك تدركين سيدتي مدى الأضرار الكبيرة التي يتسبب فيها التدخين على صحة مستهلكيه، هذا بالنسبة للأشخاص الطبيعيين، فما بالك بالمرأة إن كانت حاملا، إذ يعمل هذا الأخير على نقل المواد السامة إلى الجنين عبر المشيمة؛ مما من شأنه أن يتسبب في الإجهاض أو على أقل تقدير في حدوث ولادة مبكرة يأتي بعدها المولود بنقص كبير في نموه. ومن ناحية أخرى، أثبتت العديد من التجارب أن نسبةً عاليةً من النساء المدخنات واللواتي لا يتوقفن على هذه العادة خلال فترة الحمل، هن معرضات بنسبة أعلى ب25% إلى إنجاب أطفال مشوهين خلقيا على مستوى الدماغ، أما إن كانت المرأة مفرطةً في التدخين، فإن هذه النسبة قد تزيد إلى حدود ال65% مقارنةً مع النساء الغير مدخنات.
4- النصيحة الرابعة : احرصي على تناول حامض الفوليك قبل الحمل
إذا كنت تخططين إلى الإنجاب، فننصحك قبل القيام بذلك بحوالي الشهر بتناول حبوب حامض الفوليك، وذلك بكمية لا تقل عن 400 ميكروجرام يوميًا؛ ستساهم هذه العادة في التقليل من مخاطر إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية وبعيوب العمود الفقري، كما ستجنب الحامل مخاطر الولادة المبكرة والإجهاض أيضا. وليس هذا كل شيء، إذ يلعب حمض الفوليك أيضا دورا هاما في تقليل الإصابة بتسمم الحمل، إلى جانب العديد من الأمراض الأخرى، كالقلب والجلطات الدماغية وغيرهما.
5- النصيحة الخامسة : لا تفوتي مطلقا دورات متابعة الحمل الخاصة بك
يحرص أطباء التوليد على متابعة النساء الحوامل بشكل منتظم، وذلك ليقينهم التام بأهمية المراقبة الصحية خلال هذه الفترة؛ إذ يساهم ذلك في الاكتشاف المبكر لأي مضاعفات من شأنها أن تصيب المرأة، وبالتالي سرعة مواجهتها والسيطرة عليها. طبعا هذه المضاعفات عديدة ومتنوعة، ومنها تسمم الحمل، والولادة المبكرة، والإجهاض، إلى غير ذلك. أما عن كيفية اكتشافها، فتتم عبر متابعة وظائف المشيمة للتأكد من نمو الجنين بشكل سليم ووصول الدم إليه بصفة طبيعية. فإياك إذا سيدتي أن تغفلي مواعيدك أو تستهيني بها حتى وإن كنت تشعرين أنك فعلا في صحة جيدة.
