في عالم يشهد هيمنة التكنولوجيا وتُسيطر عليه مختلف شبكات التواصل الاجتماعي لم يعد فيه التركيز على القيم محل اهتمام كبير ،مما أحدث انشقاقات اجتماعية واضحة أثرت بشكل سلبي على العديد من السلوكات وأدت لانتشار العنف والخوف.
أما إذا كنا نحلم بعالم أفضل وبالتعايش السلمي فليس علينا أن ننساق في هذا التيار وأن نركز بدلاً عن ذلك على تعليم أبنائنا الأسس الصحيحة لبناء أسرة سعيدة متماسكة وقوية لتشكل نواة مجتمع سليم.
الحب هو ركيزة التعايش المتناغم وغذاء العلاقات الناجحة والقوية ومصدر الوحدة والأمان ومصدر شفاء كل الجروح والشعور بالقبول والراحة. عبري عن حبك لأطفالك بالفعل والقول وعلميهم كيف يحبون أنفسهم أولاً وكيف ينقلون هذا الحب إلى من حولهم.
ينمو الحب عندما نرفع معايير الاحترام بين أفراد الأسرة بهذه الطريقة نزيد الشعور بالثقة بالنفس، كما أن احترام احتياجات كل فرد من أفراد الأسرة يُعزز الشعورة بالانتماء والوحدة.
الاحترام هو أن نتقبل خيارات الآخر وطريقةتفكيره ونقدرها حتى في ظل الاختلاف عنها بحيث لا نحوّل هذا الاختلاف إلى خلاف.
يلعب التعاطف دورًا هامًا في تنمية الأطفال بشكل سليم وتعزيز الترابط الأسري، ومن المهم لنا كأفراد صغارًا كنا أم كبارًا أن نشعر بأن هناك من يهتم لأمرنا ويبذل قصار جهده لاسعادنا وتقديم المساعدة والدعم لسيما في الأوقات الصعبة.
يجب أن تنبني أسس التواصل بين أفراد الأسرة على الصدق وقول الحقيقة مهما كانت صعبة بدون خوف بهذه الطريقة سننقل هذه القيمة لمختلف العلاقات الأخرى التي نصادفها في حياتنا ونجعلها دائمة حيث يرتبط الصدق ارتباطًا وثيقًا بالشفافية والثقة وبناء العلاقات القوية.
من الضروري إدراك الاختلافات بين أفراد الأسرة نفسها ، واحترام أفكارهم وتفضيلاتهم ودعم النمو الروحي والمستقل لكل فرد من أفرادها.
يسمح هذا المبدئ للعائلة بالعمل كفريق واحد من أجل المصلحة العامة كل من طرفه ضمن قرارت يتخذها الأبناء عند الوصول لسن الرشد وفق حكمهم الذاتي واستنادًا على ما تلقوه من دعم ومساندة ومبادئ مكتسبة من قبل الوالدين.
التسامح هو وسيلة استثنائية رائعة للتعبير عن الحب والتقبّل بين مختلف أفراد العائلة، حيث لن يخلو أي شخص من ارتكاب العديد من الأخطاء لكن حسن التعامل معه قد يحدث فرقًا واضحًا في تقنينها والسيطرة عليها من خلال تقبله أولاً والمسامحة ومحاولة تصحيحه لبناء عائلة سعيدة. وإذا تم الجمع بين الحب والصدق والتعاطف فان كل شيء ممكن.